هذا الموضوع أثار اهتمامي كثيرا ومهما حاولنا فالعناية بطفل معاق من أصعب المهام ولكن نحاول معا ايجاد الحلول المناسبة
رعاية المعاقين
يلعب الوالدان دوراً حيوياً في رعاية أبنائهما المعوقين، وقبل أن نتطرق إلى ذلك الدور ينبغي على الوالدين أن ينتبها إلى عدد من الأمور حتى يتكيفا مع إعاقة طفلهما والتي من بينها ما يلي:
(1) إن ميل الزوج أو الزوجة للتفكير في احتمال أن يكون الطرف الآخر هو المسئول عن إعاقة الطفل، لا يضر فقط العلاقة الزوجية، وإنما ينعكس أيضاً على الطفل في المستقبل فإذا ولد الطفل ولديه إعاقة سمعية أو بصرية، فمن السهل أن يقول أحد الوالدين للآخر: لا بد أنها حالة وراثية في أسرتك.
ويمكن أن يعتقد الطرف الأخر في صحة ذلك، ويشعر أنه مسئول عن إعاقة طفله فعلاً وإذا بحث كل شخص منا جيداً في أجداده فقد يجد من بينهم من كان لديه إعاقة، غير أن ذلك ليس مبرراً لإصابة أطفاله بنفس الإعاقة.
(2) عندما يصاب الطفل بعد الولادة بسبب حادث أو مرض فإن ضياع الوقت في الذكريات المؤلمة، وفي الندم والأسى وما يتردد على لسانهم وبين أنفسهم مثل :" لأننا لم نفعل هذا وفعلنا ذلك ، ولأنه سمح للطفل باللعب خارج المنزل أو النظر من النافذة أو العبث بالنار وغيرها من الأمور التي سببت إعاقة الطفل"..
وبالرغم من صعوبة تجنب هذه المشاعر فإن محاولة النظر إلى الوراء نحو لحظة معينة أو يوم معين، تمنع الوالدين من التفكير في المستقبل ، والقيام بعمل إيجابي للحد من إعاقة الطفل أو تقديم المساعدة اللازمة له.
(3) من الخطأ الشائع الذي يقع فيه الآباء والأخصائيون، أنهم يعطون اسماً لحالة الإعاقة، ثم يعممون هذا الاسم على الحالات المشابهة، فيظنون مثلا أن الأطفال الذين يعانون من مرض القلب هم فئة واحدة وهذا غير صحيح فقد نجد طفلاً يعاني من مرض قلب ولادي، أو نتيجة لحمى روماتيزمية ومع ذلك يمكنه أن يعيش حياة طبيعية، بل ويؤدي أعمالاً صعبة، وقد تمتد حياته إلى سن الشيخوخة، بينما نجد طفلاً مُصاباً بمرض القلب، لا يمكنه أن يشترك في الألعاب الرياضية، وطفلاً ثالثاً يكون حبيس الفراش تماماً ومع ذلك فهؤلاء الأطفال جميعاً يعانون من مرض القلب.
(4) إن السن التي يتلقى فيها الطفل العلاج له نتائج فيما يعد على قدر كبير من الأهمية فالطفل الذي يصاب بحول في عين واحدة أوفي كلتا عينيه ولا يبدأ والده في علاجه حتى سن الخامسة أو السادسة، تكون فرصة علاجه قليلة، بينما لو بدأ الوالدان علاجه في سن الثانية والنصف أو الثالثة لأمكنه إستخدام عينيه بطريقة سليمة.
(5) بالرغم من نواحي القصور عند الطفل المعوق ومهما يكن من مقدار ما حرم منه فإنه لا يزال يحتفظ بالكثير من القدرات، والفرصة سانحة أمام الآباء لأن يؤكدوا هذا المعنى بالاهتمام والتركيز على القدرات الباقية لدى الطفل، بدلاً من أن يركزوا على الأوامر والنواهي: " أفعل هذا ولا تفعل ذاك" .
(6) ينبغي على الوالدين أن يدركا أن طفلهما المعوق يحتاج لكي يشعر بالأمان النفسي وإلى تعاون والديه .... وقد تغدو إعاقة الطفل وتصبح وسيلة من وسائل تدعيم العلاقة بين الأبوين، وجعلهما أكثر تفهماً وانسجاماً، وذلك من أجل مواجهة إصابة طفلهما ... ويتحقق ذلك لهما حينما تتوفر لديهما الحكمة " ومن يؤت الحكمة فقد أوتي خيراً كثيراً".
(7) يعلمنا الخالق سبحانه وتعالى، أن أفضل طريقة نساعد بها أنفسنا هي أن نساعد غيرنا ... فإذا فكر الأبوان ونجحا في تقديم الخدمات للآخرين الذين يماثلونهما في وضعهما يحرزان نجاحاً كبيراً في خلق جو من الراحة النفسية لهما ولكل الآخرين من الأهل والأصدقاء وأبنائهم المعوقين.
أخيرا إن الوالد والوالدة المتمسكان بالدين سيجدان في ربهما معيناً كبيراً، ويمكن لهما الرجوع إلى رجال الدين لطلب المساعدة الروحية لمواجهة ذلك الابتلاء